- الشجرة تنتقل من مكانها ثم ترجع
ومن معجزاته المتعلقة بالنبات : انقياد الشجر له .
فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : جاء جبريل إلى رسول الله ذات يوم وهو جالس حزين قد خُضبت بالدماء من ضربة بعض أهل مكة قال : فقال له : (( مالك ؟ قال : فعل بي هؤلاء وفعلوا . قال : فقال له جبريل : أتحب أن أُريك آية ؟ فقال : فقال : نعم . قال : فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال : ادعُ تلك الشجرة ، فدعاها . قال : فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه . فقال : مرها فلترجع ، فأمرها ، فرجعت إلى مكانها فقال رسول الله : حسبي ))
]صحيح : أخرجه أحمد في مسنده (ج3 ص 113) ، ورواه ابن ماجه في سننه كتاب الفتن رقم (4028) ، وقال في مجمع الزوائد : هذا إسناد صحيح إن كان أبو سفيان [
409- انقياد الشجرتين والتصاقهما ثم رجوعهما
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : سرنا مع النبي حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله يقضي حاجته، فاتبعته بإداؤة من ماء فنظر فلم ير شيئاً يستتر به ، وإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : (( انقادي عليّ بإذن الله )) فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده ، حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها وقال : (( انقادي عليّ بإذن الله )) فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده ، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لأَم بينهما ... وقال : (( التئما عليّ بإذن الله فالتأمتا )) . الحديث على شرط مسلم .
قال جابر : فخرجت أحدر مخافة أن يحس بقربي فيبعد ، فجلست أحدّث نفسي فحانت مني لفتة ، فإذا أنا برسول الله مُقبل ، وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق ، فرأيت رسول الله وقف وقفة وقال : برأسه هكذا يميناً وشمالاً .
أي أمر الشجرتين بالرجوع إلى مكانهما بعد أن قضى حاجته فرجعت كل شجرة إلى مكانها كما كانت .
]رواه مسلم [
410- عذق النخلة ينزل منها ويـمشي إلى النبي
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله فقال : ما هذا الذي يقول أصحابك ؟ قال : وحول رسول الله أعذاق الشجر، قال : فقال رسول الله : (( هل لك أن أُريك آية؟)) قال : نعم ، قال : فدعا عذقاً منها فأقبل يخد الأرض حتى وقف بين يديه يخد الأرض ويسجد ويرفع رأسه حتى وقف بين يديه ثم أمره أن يرجع .. ] اسناده على شرط مسلم [.
فقال العامري يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء يقوله أبداً .
وفي رواية قال : جاء أعرابي إلى رسول الله قال : بما أعرف أنك رسول الله ؟ قال : (( أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله ؟ )) قال : نعم قال : فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض ، فجعل ينقز حتى أتى رسول الله ، ثم قال له : (( ارجع )) ، فرجع حتى عاد إلى مكانه . فقال : أشهد أنك رسول الله وآمــن .
]صحيح : رواه البيهقي في الدلائل (6/15) ، والحاكم في المستدرك (2/620) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه [
411- غصن الشجرة يأتي إلى الرسول ثم يرجع
خرج رسول الله إلى بعض شعاب مكة وقد دخله من الغم ما شاء الله من تكذيب قومه إياه ، فقال : (( يا رب أرني ما أطمئن إليه ويذهب عني هذا الغم )) فأوحى الله إليه : (( ادع إليك أي أغصان هذه الشجرة شئــت )) قال : فدعا غصناً فانتزع مكانه ثم خد في الأرض حتى جاء رسول الله فقال له رسول الله : (( ارجع إلى مكانك ، فرجع )) فحمد الله رسول الله وطابت نفسه ، وكان قد قال المشركون : أفضلّت آبائك وأجدادك يا محمد ؟ ، فأنزل الله : { أفغير الله تأمروني أعبُدُ أيّها الجاهلون } ]سورة الزمر : 64[.] حديث حسن : أخرجه البيهقي [.
وفي رواية : أن رسول الله كان على الحجون كئيباً لما آذاه المشركون . فقال : (( اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذّبني بعدها )) . قال : فأُمر فنادى شجرة من قِبل عقبة المدينة ، فأقبلت تخد الأرض حتى انتهت إليه ، قال : ثم أمرها فرجعت إلى موضعها قال : فقال : (( ما أبالي من كذبني بعدها من قومي )) . ] حديث حسن : اخرجه البيهقي في الدلائل [.
412- الشجرة تمشي وتشق الأرض ، وتقر للنبي بالشهادة
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : كنا مع رسول الله في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له رسول الله : (( أين تريد )) . قــال : إلى أهلي . قال : (( هل لك إلى خير ؟ )) قال : ما هو ؟ قــال : (( تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله )) .
قال : هل من شاهد على ما تقول ؟ قال : (( هذه الشجرة )) ، فدعاها رسول الله وهي على شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خداً فقامت بين يديه ، فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنه كما قال ، ثم إنها رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه ، فقال : إن يتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعتك إليك وكنت معك .] حديث صحيح : اخرجه الحاكم والبيهقي في الدلائل [.
413- حنين الجذع
ومن معجزاته المتعلقة بالجماد حنين الجذع شوقاً له .
فعن جابر- رضي الله عنه – أن رسول الله كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة ، فقالت امرأة من الأنصار ، أو رجل : يا رسول الله ! ألا نجعل لك منبراً ؟ قال : (( إن شئتم فاجعلوه )) فجعلوا له منبراً ، فلما كان يوم الجمعة ذهب إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ، فنزل رسول الله فضمها إليه ، وكانت تئن أنين الصبي الذي يُسكته . قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها .
]حديث صحيح : أخرجه البخاري [
وعن الطفيل بن أُبي بن كعب عن أبيه قال : كان النبي يُصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشاً ، وكان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله هل لك أن نجعل لك منبراً تقوم عليه يوم الجمعة ، وتُسمع الناس يوم الجمعة خطبتك ؟ قال : (( نعم )) فلما صُنع المنبر وُضع موضعه الذي وضعه فيه رسول الله ، بدأ النبي أن يقوم على ذلك المنبر فيخطب عليه ، فمرّ إليه ، فلما جاوز ذلك الجذع الذي كان يخطب إليه خار حتى تصدّع وانشق ، فنزل النبي لما سمع صوت الجذع ، فمسحه بيده ، ثم رجع إلى المنبر ، فلما هُدم المسجد أخذ ذلك الجذع أُبي بن كعب ، فكان عنده في بيته حتى بَلي ، وأكلته الأرضه وعاد رُفاتاً . ]أخرجه الشافعي والبيهقي [
414- سقوط ( 360) صنم بإشارة النبي بالعصا
عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال : دخل رسول الله يوم فتح مكة وعلى الكعبة ثلاثمائة صنم ، فأخذ قضيبه فجعل يهوي به إلى الصنم ، وهو يهوي حتى مرّ عليها كلها .
]حديث حسن : أخرجه البيهقي في الدلائل ( 5/72) ورواه البزار باختصار وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( 6/176) ، وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات [
وفي روايه عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : (( إن رسول الله لما دخل مكة وجد بها ثلاثمائة وستين صنماً فأشار إلى كل صنم بعصا وقال : { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } فكان لا يشير إلى صنم إلا ويسقط من غير أن يمسه بعصاه )) .
]اخرجه البيهقي ( 5/72) ، وقال هذا الاسناد وإن كان ضعيفاً يشهد له ما قبله ، وقال الهيثمي ( 6/ 176) : رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه عاصم ابن عمر العمري وهو متروك ، ووثقه ابن حبان وقال : يخطئ ويخالف وبقية رجاله ثقات [.
415- تسبيح الحصى
عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : كنت رجلاً ألتمس خلوات النبي لأسمع منه ، أو لآخذ عنه ، فهجرت يوماً من الأيام ، فإذا النبي قد خرج من بيته ، فسألت عنه الخادم فأخبرني أنه في بيت ، فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس ، وكأني حينئذ أرى أنه في وحي ، فسلمت عليه ، فردّ عليّ السلام ، ثم قال : ما جاء بك ؟ فقلت : جاء بي الله ورسوله ، فأمرني أن أجلس ، فجلست إلى جنبه ، لا أسأله عن شيء لا يذكره لي ، فمكثت غير كثير فجاء أبو بكر يمشي مُسرعاً فسلم عليه فردّ السلام ، ثم قال : ما جاء بك ؟ قال : جاء بي الله ورسوله ، فأشار بيده أن أجلس فجلس إلى ربوة مقابل النبي بينه وبينها الطريق ، حتى إذا استوى أبو بكر جالساً ، فأشار بيده فجلس إلى جنبي عن يميني ، ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك ، وقال له رسول الله مثل ذلك وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة ، ثم جاء عثمان فسلمّ فرد السلام وقال : ماجاء بك ؟ قال : جاء بي الله ورسوله ، فأشار إليه بيده ، فقعد إلى الربوة ، ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر ، فتكلم النبي بكلمة لم أفقه أوّلها غير انه قــال : (( قليل ما يبقين )) ، ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك ، فسبّحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النخل في كف النبي ، ثم ناولهن أبا بكر وجاوزني فسبحن في كف أبي بكر ، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن فصرن حصى ، ثم ناولهن عمر فسبحنّ في كفه كما سبحن في كف أبي بكر ، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن ، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه نحو ما سبحن في كف أبي بكر وعمر ، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فَخرسن .
]حديث حسن : أخرجه البيهقي في الدلائل (6/64-65) ، ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى (2/74)، وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط وأبي نعيم [
416- الأحجار تسلم على الرسول
من معجزاته تسليم الأحجار عليه .
قال رسول الله : (( إني لأعرف حجراً بمكة كان يُسلّم عليّ قبل أن أُبعث ، إني لأعرفه الآن ))
]حديث صحيح : أخرجه مسلم في الفضائل ، والترمذي في المناقب ، والدارمي في المقدمة ، وأحمد ( 5/89) [.
وعن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال : كنت مع النبي بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا قال : السلام عليك يارسول الله .
]حديث صحيح : رواه الترمذي رقم ( 3626) وقال : غريب .
417-420- الصخرة تضيء
روى النسائي : لّما أمر رسول الله بحفر الخندق عَرَضَت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر ، فقام النبي وأخذ المعول ووضع رداءه ناحية الخندق وقال { وتمّت كلمتُ ربّك صِدقاً وعدلاً لا مُبدل لكلماته وهو السميع العليم } ]سورة الأنعام :115[
فندر ثلث الحجر وسلمان الفارسي قائم ينظر ، فبرق مع ضربة رسول الله برقة ، ثم ضرب الثانية وقال : { وتمّت كلمتُ ربّك صِدقاً وعدلاً لا مُبدل لكلماته وهو السميع العليم } .. فندر الثلث الآخر ، وبرقت برقة فرآها سلمان ، ثم ضرب الثالثة وقــال : { وتمّت كلمتُ ربّك صِدقاً وعدلاً لا مُبدل لكلماته وهو السميع العليم } فندر الثلث الباقي ، وخرج رسول الله وأخذ رداءه وجلس ، فقال سلمان : يا رسول الله رأيتك حين ضربت لا تضرب ضربة إلا كانت معها برقة ، قال رسول الله : يا سلمان رأيت ذلك ؟ )) قال : إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله قال : (( فإني حين ضربت الضربة الأولى رُفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني )) فقال له من حضره من أصحابه : ادع أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم ونُخرب بأيدينا بلادهم ، فدعا بذلك ثم قال : (( ثم ضربت الضربة الثانية ، فَرفُعت لي مدائن قيصر وما حولها حتى رأيتها بعيني )) .
قالوا : يا رسول الله ادع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم ونُخرب بأيدينا بلادهم فدعا بذلك ثم قال : (( ثم ضربت الضربة الثالثة ، فرفعِت لي مدائن الحبشة ، وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني )) قالوا : يا رسول الله ادع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم ونُخرب بأيدينا بلادهم فدعا ثم قال : (( دعوا الحبشة ما وَدعكم ، واتركوا التُّرك ما تركوكم )) .
]حديث حسن : رواه النسائي واللفظ له ، وابن سحاق وابن جرير والبيهقي والطبراني [.
وفي هذا الحديث عدة معجزات :
تحطيم الصخرة التي أعيت الصحابة
لمعان الصخرة في الضربة الأولى
برق الصخرة في الضربة الثانية
استضاءة الصخرة في الضربة الثالثة
421- أنطق الله – عز وجل – الشجرة له
عن معن قال : سمعت أبي قال : سألت مسروقاً : من آذن النبي بالجن ليلة استمعوا القرآن ؟ فقال (( حدثني أبوك – يعني ابن مسعود : أنه آذنته بهم شجرة ))
وكان ذلك ليلة الجن عندما غاب النبي عن أصحابه ، وجاءه داعي الجن فذهب معهم ، وقرأ عليهم القرآن ، وآمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه .
]رواه مسلم في الصلاة ( 1/332).[
422- الغمامة تظله
423- مال فيء الشجرة عليه
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله وأشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب ، وقد كان قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت ، قال : فهم يحلون رحالهم ، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله ، فقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين .
فقال له أشياخ قريش : ما علمك ؟ قال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خرّ ساجداً ولا يسجد إلا لنبي ، وإني لأعرفه بخاتم النبوة بأسفل من غضروف كتفيه مثل التفاحة ، ثم صنع لهم طعاماً ، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال : أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظله ، فلما دنا . نظروا إليه وعليه غمامة ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى الشجرة ، فقال : انظروا إلى فئ الشجرة مال عليه ، قال : فبينا هو قائم عليهم يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم لو رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه ، فالتفت ، فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : إن هذا النبي الذي بلغنا أنه خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا وقد بعث إليه ناس ، وإنا أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقكم .
فقال لهم : هل خلفتم خلفكم أحداً هو خير منكم ؟ قالوا : لا ، إنما أُخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا ، قال : أفرأيتم أمراً أراد الله – عز وجل – أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده ؟ قالوا : لا ، فبايعوه ، فأقاموا معه فأتاهم فقال : أنشدتكم بالله أيكم وليه ؟ قال أبو طالـب : أنا ، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وزوده الراهب من الكعك والزيت .
]حديث صحيح : أخرجه الترمذي (4/296) من حديث أبي موسى ، وقال : هذا حديث حسن وأبو نعيم في الدلائل ( ص 131،129) قال ابن حجر في الإصابة : الحديث رجاله ثقات وليس فيه منكر .[
424- أمر الحجارة فالتصقت كأنهن جدار
425- وأمر النخلات فالتصقت كأنهن نخلة واحدة
426- وأمر الأحجار والنخلات أن يرجعن لمكانها فرجعت
عن أسامة بن زيد بن حارثة – رضي الله عنهما – قال : خرجنا مع رسول الله في حجته التي حجها ، فلما هبط بطن الروحاء قال لي رسول الله :يا أسيم )) قال الزهري ، فكذلك يسميه رسول الله يُرخمه (( هل ترى خمراً لمخرج رسول الله ) فخرجت حتى مشيت حتى حسرت فلم أقطع الناس ولم أر شيئاً يواري أحد فرجعت إليه ، فقلت : يا رسول الله ! والذي بعثك بالحق لقد مشيت حتى حسرت فما رأيت شيئاً يواري أحداً ولقد ملأ الناس ما بين السدين ، قال : (( هل رأيت شجراً أو أحجاراً ؟ )) قال : قلت : قد رأيت نخلات صغاراً وإلى جانبهن رضماً (أي صخور عظام ) من حجارة .
قال : (( فأت النخلات )) فقل : إن رسول الله يأمركن أن تلتصق بعضكن ببعض حتى تكن سترة لرسول الله ، فوالذي بعثه بالحق .لقد رأيتهن يتقافزن بعروقهن وترابهن حتى لصق بعضهن ببعض فكأنهن نخلة واحدة ، وقلت : ذلك للحجارة فوالذي بعثه بالحق لقد رأيتهن يتقافزن حجراً حجراً حتى صرن كأنها جدار فأتيته – عليه السلام – فأخبرته ، فقال : (( يا أسيم ، خذ هذه الإدواة )) ! فأخذتها ثم انطلقنا فلما قربنا من ذلك المكان أخذ الإداوة ( أي المطهرة ) ثم مضى فقضى حاجته ، ثم أتاني يحمل الإداوة فمضينا حتى دخل الخباء ، فقال لي : (( يا أسيم أئت النخلات فقل لهن يأمركن رسول الله أن ترجع كل نخلة منكن إلى مكانها ، وقل للحجارة )) فأتيت النخلات .
فقلت لهن ما أمرني ، فوالذي بعثه بالحق لقد رأيتهن يتقافزن بعروقهن وترابهن حتى رجعت كل نخلة إلى مكانها ، وقلت ذلك للحجارة فوالذي بعثه بالحق لقد رأيتهن يتقافزن حجراً حجراً حتى رجع كل حجر إلى مكانه ، فأتيته فأخبرته .
]أخرجه أبو نعيم ( ص 337،336) وأخرجه البيهقي في الدلائل ( 6/26،25) وذكر أن له شاهداً .[
427- شعره الأبيض صار أسود
428- انحلت عقدة لسانه بتفل النبي
عن بشير بن عقربة الجهني – رضي الله عنه – قال : لما قتل أبي يوم أحد أتيت رسول الله وأنا أبكي فقال : (( ما يبكيك أما ترضى أن أكون أنا أباك ، وعائشة أمك )) فمسح على رأسي فكان أثر يده من رأسي أسود وسائره أبيض ، وكانت في لساني عقدة فتفل فيه فانحلت ، وقال لي : (( ما اسمك )) قلت : بجير ، قال : (( بل أنت بشير )) .
]اخرجه ابن عساكر وإسحاق في فوائده [
429- الدموع لا تسيل على خد أم إسحاق
عن أم إسحاق- رضي الله عنها – قالت : هاجرت مع أخي إلى رسول الله فقال لي أخي : نسيت نفقتي بمكة ، فرجع ليأخذها فقتله زوجي ، فقدمت على رسول الله فقلت له : قُتل أخي ، فأخذ كفاً من ماء فنضحه في وجهي فكانت تصيبها المصيبة فترى الدموع في عينيها ولا تسيل على خدها .
المراد : أن دموعها لم تسقط على خديها ، منذ ألقى النبي الماء على وجهها .
430- شفي المصروع بدعاء النبي
431- أمر جابر أن ينادي الشجرة فأطاعته
عن جابر قال : خرجت مع رسول الله في سفر ، وكان رسول الله إذا أراد البراز تباعد حتى لا يراه أحد ، فنزلنا منزلاً بفلاة من الأرض ليس فيها علم ولا شجر ، فقال لي : ياجابر خذ الإداوة وانطلق بنا ، فملأت الإداوة ماء ، فانطلقنا فمشينا حتى لا نكاد نُرى ، فإذا شجرتان بينهما أذرع ، فقال رسول الله : (( انطلق ، فقل لهذه الشجرة : يقول لك رسول الله الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما )) ففعلت ، فرجعت حتى لحقت بصاحبتها ، فجلس خلفهما حتى قضى حاجته .
ثم رجعنا فركبنا رواحلنا فسرنا كأنما علينا الطير يظلنا فإذا نحن بامرأة قد عرضت لرسول الله معها صبي تحمله ، فقالت : يا رسول الله ! إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرات لا يدعه ، فوقف رسول الله فتناوله ، فجعله بينه وبين مقدمة الرحل ، فقال رسول الله : (( اخسأ عدو الله أنا رســول الله )) قال : فأعاد رسول الله ذلك ثلاث مرات ، ثم ناولها إياه فلما رجعنا فكنا بذلك الماء عرضت لنا المرأة معها كبشان تقودهما والصبي تحمله ، فقالت : يا رسول الله ! اقبل من هديتي ، فو الذي بعثك بالحق إن عاد إليه ، فقال رسول الله : (( خذوا أحدهما منها ، وردوا الآخر )) .
ثم سرنا ورسول الله بيننا فجاء جمل ناد ، فلما كان بين السماطين خر ساجداً ، فقال رسول الله : (( أيها الناس ! من صاحب هذا الجمل ؟ )) فقال فتية من الأنصار : هو لنا يا رسول الله ! قال : (( فما شأنه )) قال : سنونا عليه منذ عشرين سنة ، فلما كبرت سنه وكان عليه شحيمة وأردنا نحره لنقسمه بين غلمتنا ، فقال رسول الله : (( تبيعونيه ؟ )) قالوا : يا رسول الله ! هو لك .
قال : (( فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله )) قالوا : يا رسول الله نحن أحق أن نسجد لك من البهائم ، فقال رسول الله: (( لا ينبغي لبشر أن يسجد ولو كان ذلك كان النساء لأزواجهن )) .
]أخرجه أبو داود كتاب الطهارة ، وابن ماجه كتاب الطهارة باب التباعد للبراز في الفضاء رقم (335) وذكره الهيثمي في المجمع (9/8،7) باختلاف يسير عن جابر ، وقال في الصحيح بعضه ورواه الطبراني والبزار باختصار كثير .[
432- جذل الحطب يتحول إلى سيف
انقطع سيف عكاشة بن محصن يوم بدر ، فأعطاه النبي جذلاً من حطب فقال : (( دونك هذا )) ، فلما أخذه عكاشة وهزه ، عاد في يده سيفاً طويلاً شديداً أبيض فلم يزل عنده يقاتل به حتى قُتل في الردة أيام أبي بكر .
]سيرة ابن هشام (1/637) عن ابن إسحاق بغير سند .[